أيها المسلمون أيام
رمضان تاج على رأس الزمان من رُحم فيه فهو المرحوم ومن حُرم خَيره فهو المَحْروم ومن لم بتزود لمعاده
فيها فهو الظلوم والملوم. صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال :
"أمين، امين، امين" .فقيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت:
امين امين امين، فقال صلى الله عليه وسلم: إن جبريل عليه السلام أتاني، قال : "من
أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل امين قلت امين" أخرجه إبن خزيمة وإبن حبان
عباد الله أتاكم شهر
رمضان، شهر العتق من النيران، فاجتهدوا في إعتاق رقابكم، وزكاة أجسادكم، وفي شراء
أنفسكم من الله جل جلاله. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :"
إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم
يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد ياباغي الخير
أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة." رواه الترمذي وغيره
يا عبد الله جَدَّ
القوم وأنت قاعد، ورَامُوْا وأنت متباعد، وقاموا وأنت راقد، وتذكروا وأنت شارد، إن
قام العباد لم تُر بينهم، وإن عدت الصالحون فلست معهم، فارجوا النجاة، ببضاعة
مزجاة، فلا صلاة ولا مناجاه، ولا ثوبة ولا مصافاة.
لقد
باشر الصالحون ليالي رمضان بِصَفِّ صِفَاح وجوههم، وقيام أبدانهم، فخوف الله بينهم
وبين السُّهَاةِ، قام من أعينهم الرقاد، عيونهم من رهبة الله تدمع، عيونهم من رهبة
الله تدمع، قلوبهم من خوفه تميل وتخشع، يعبدونه في ضلمة الليل والناس ضجَّع. عباد
الله لقد شرفكم الله عز وتبارك، بهذا الكتاب المبارك، فتدبروا اياته وتفكروا في
بيناته وقفوا عند عضاته، نفعني وإياكم الله تعالى به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق