الجمعة، 27 يوليو 2012

كلام في الحب


ما ذكره ابن القيم رحمه الله في جوابه الكافي عن مقامات العشق :قال بعض الحكماء العشق يروض النفس ويهذب الأخلاق إظهاره طبعي وإضماره تكلفي. وقال الآخر من لم تبتهج نفسه بالصوت الشجي والوجه البهي فهو فاسد المزاج يحتاج الى علاج وأنشد في ذلك المعنى
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فما لك في طيب الحياة نصيب
وقال الآخر
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فقم واعتلف تبنا فأنت حمار
وقال الآخر
اذا أنت لم تعشق ولم تدرى ما الهوى ... فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا
وقيل لبعض العشاق ما كنت تصنع بمن تهوى لو ظفرت به فقال :كنت أمتع طرفي بوجهه وأروح قلبي بذكره وحديثه واستر منه مالا أحب كشفه ولا أصير بقبح الفعل الى ما ينقض عهده ثم أنشد
أخلو به فأعف عنه تكرما ... خوف الديانة لست من عشاقه
كالماء في يد صائم يلتذ به ... ظمأ فيصبر عن لذيذ مذاقه
وقال أبو اسحق بن ابراهيم: أرواح العشاق عطرة لطيفة وأبدانهم رقيقة خفيفة نزهتهم الموانسة وكلامهم يُحيي مَوت القلوب ويزيد في العقول ولولا العشق والهوى لبطل نعيم الدنيا وقال آخر العشق للأرواح بمنزلة الغذاء للأبدان إن تركته ضرك وإن أكثرت منه قتلك وفي ذلك قيل:
ولا خير في الدنيا بغير صبابة ... ولا في نعيم ليس فيه حبيب
وذكر الخرائطي عن أبي غسان قال مر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجارية وهي تقول
وهويته من قبل قطع تمائمي ... متمايلا مثل القضيب الناعم
فسألها أحرة أنت أم مملوكة قالت بل مملوكة فقال تهوين فتلكأت فأقسم عليها فقالت
وأنا التي لعب الهوى بفؤادها ... قتلت بحب محمد بن القاسم
فاشتراها من مولاها وبعث بها الى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب فقال هؤلاء والله فتن الرجال وكم والله قد مات بهن كريم وعطب بهن سليم.


وأنا أقول لولا الحب ما صفت الحياة. بل هو الحياة. بل هو حياة للحياة. فهل نستطيع أن نتخيل يا أحبتي زوجا لا يحب زوجته، أو إبنا لا يحب والديه، كيف ستكون هذه المعاشرة ممكنة للولا الحب.
 لكن أحبتي نرفض أن يسمى الحب عهرا، ونرفض أن تسمى الدعارة طهرا، نرفض أن تعم الفتنة مجتمعنا بإسم الحب.
فإسم الحب أطهرمن هذا . . .



وأذكركم إخوتي من أعجبه الموضوع فلا يبخل علينا بتعليق لتقديم الأفضل 
 

هناك تعليقان (2):